خسوف او كسوف كلاهما مرعبان بدرجة كبيرة و لا أفهم لماذا رقاب الناس مشرئبة و عيونهم شاخصة تراقب هذا الحدث المرعب و المسمى بالقمر الدموي!!! و لا ينتابها أي شعور بالخوف من هذه الظاهرة و أني لأتشائم من هكذا ظواهر.
أن الحياة على الوجه الأرض مرتبطة بحركة الأجرام السماوية السيارة فلا تحسبوا أن هذا الفضاء الفسيح المليء بالأجرام و السدم خٌلق عبثا و أن الأرض مجرد قشة في صحراء متناهية الأطراف وجودها او فناؤها لا يؤثر في الكون ! بالعكس أن الكون و هذه الأجرام السماوية و السدم قد خلقت أساسا من أجل الأرض و المخلوقات في الأرض و قد تستعجب أذا علمت أن ولادة بعض الأنبياء مرتبطة بظهور النجوم و الأبراج السماوية و بعض معجزاتهم مرتبطة بظهور نجوم أيضا و هذا تعرفه يهود و المسيحيين و المسلمين ، و حلول البلاء و العذاب مرتبط أيضا بذلك و لا أبلغ من أن نذكر أن أكبر علامة للساعة شروق الشمس من مغربها و التى أظن أن الناس سوف تهرع عند حدوث ذلك إلى أخذ صور السلفي مع الشمس المنذرة بالعذاب و الهلاك القادم إلى الأرض!!!
أرتباط الحياة على الأرض بالفلك و الأجرام السماوية حتى مشهود في المد و الجزر لمياه البحار بسبب القمر و حتى الدورة الشهرية للنساء مرتبطة بالقمر أيضا.
و قد تستغرب أيما أستغراب أذا ذهبت إلى مستشفيات توليد النساء لتجد أن نسبة ولادة البنات و الأولاد تختلف حسب حالة القمر في الشهر العربي بمعنى أن عدد الأولاد في منتصف الشهر العربي أكثر بكثير من عدد الاناث و أن عدد الأناث في بداية الشهر أكثر و في أيام معينة شبه متساوية ، و هكذا تتكرر تقريبا نفس النسب دواليك في كل شهر !!!
و الغريب أن القبالات و الممرضات الائي يعملن في المستشفيات يعلمون ذلك و هو ليس بالشيء المستغرب لديهن بحكم العادة التى أعتادوا عليها.
يبدو أن ميلاد مخلوق في الأرض مرتبط بميلاد نجم في السماء أو بحركة برج سماوي معين، فهذا بدون شك يعني أن شأن الأرض و أهل الأرض عظيم و أنه مرتبط بطريقة ما بالأجرام السماء.
و لا أريد أن أطيل و لكن أضرب مثال بنجم هالي الذي يتشائم منه كثير من الغربيين لأن ظهوره غالبا مرتبط بحدث شؤم لديهم و هذا يرجع أن ظهوره كان مصاحب لسقوط القسطنطينية و في التراثيات القديمة نجد الرومان و اليونان كانوا يطلقون على جرم سماوي كوكب الهلاك أو نميسيس لأن ظهوره كان يعني علامة شؤم و هلاك و دمار و هكذا و هناك أمثلة كثيرة و لكن لا أريد أن أطيل ، لكن الشاهد هنا أن هذا الفرح بهذا الحدث الفلكي شيء غير مبرر و أبله بدرجة كبيرة !!!
الأرشيف الشهري: سبتمبر 2018
يوم عرفة و أول لقاء بين رجل و أمرأة
في مثل هذا اليوم منذ زمن بعيد عندما كانت الأرض عامرة بالكائنات الحية الغريبة و العجيبة التى لم يتبقى منها إلا الحفريات و الهياكل في متاحف العلوم و جميع أنواع الزروع الخضراء المختلفة ألوانها التى آل حال بعضها إلى أن أصبحت وقود يومي في عصرنا الحديث، أجتمع لأول مرة في تاريخ البشر أول رجل بأول أمرآة في أول لقاء رومانسي يجمع رجل بأمرآة بعد الخروج و الهبوط من جنة عدن، و هذا اللقاء فوق جبل في وادي في مركز الأرض حيث سيكون فيه أول بيت للناس ، سيسمي هذا الجبل فيما بعد من قبل أبناء هذا الرجل و هذه الأمرآة بجبل عرفات لأنه كان المكان الأول الذي عرف فيه أبوهم أدم زوجته و حبيبته حواء، و فيه تابا إلى الله و عرفا ربهما بالمعنى الباطني.
و أسم هذا الوادي الذي كان في مركز الأرض قبل أنفصال القارات بكة ، التى سيوضع فيها البيت الأول للناس، الكعبة الشريفة.
و فيما بعد سيتخذ البشر من هذه القصة مثال لتخليد قصص زواج أجدادهم الاوائل الذين قطنوا مناطق مختلفة من الأرض و عمروها، فقدسوا هذه القصص بأعتبارها قصص أسلافهم التى تحكي بداية قصتهم في هذه البقاع من الأرض !
إلا أنها كانت تشير من طرف خفي على غموض، إلى القصة الأولى قصة أدم و حواء أو لا
مهما كنت لطيفا، هناك وحيد قرن
مهما كنت لطيفا و مهذبا و ذكي العقل و زكي النفس و باهر و مبهر ، مهما كنت كذا و كذا …
هناك دائما أحدهم ينظر إليك من خلال عاهاته و أمراضه النفسية و تصوراته الذهنية المريضة و الخاطئة و نظرته للحياة المريضة،
تماما مثل حيوان وحيد القرن ينظر إلى الأشياء من خلال قرنه فيحسب أن هذا القرن الموجود في كل شيء و لا يمكنك أن تقنعه بأن هذا القرن لا وجود له في العالم إلا فوق فمه أمام عينيه ! إلا إذا قمت بقطع هذا القرن و هذا صعب و مؤلم فالأفضل لك إذا واجهت وحيد قرن أو وحيدة قرن في حياتك أن تتركهما و شأنهما لأنك لا يمكنك أن تقنعهما أن لا وجود لهذا القرن في الحياة إلا فوق جماجم رؤوسهم !
هذا الشخص الذي يرى فيك كل الشر لا يمنكه أن يرى فيك أي خير و وحيد قرن كهذا ضل طريقه ليقف في منتصف طريقك ليرسم عنك صورة زائفة بقرن يحسبه فيك و ما هو فيك و لكنه بؤس واقعه و سخف تصوره لؤم طبعه هو ما جعله يرى فيك ما هو فيه.
فأصفح عنهم و قل سلام، و السلام!
حلاوة الحب الأعظم
ثم ترى من بعد الوصل أن الناس شخوص و أشكال تمر و تنقضي و أن السيارات الفارهة حديد مطلي لا أكثر و أن ما تشتهيه هو مجرد وهم على وهم، فلا لذة تبقى و تتصل بك دائما، بل كل شيء مفارق حتى و أن بقى، فلذة الأمتلاك لا تدوم كثيرا لأكثر من ساعات و يذهب رونق الشيء كأنه لم يكون و من بعده تستزيد!
حتى الناس حولك منهم من يغيبه عنك السفر أو الظروف أو حتى طبعه اللئيم !
ثم ترى الحقيقة و أنت بعيد عنها، ترى هذا الجمال الذي في كل شيء، هذا الجمال الذي يضيء، الذي حينما يذهب تذهب عن الأشياء الجمال.
نور الله و قدرته و عجيب صنعه، هذا الجمال الآخاذ الجاذب كل كائن على هذه الأرض، هذا الجمال الذي يذهب عنك حينما تحب الأشياء لذاتها و ليس لموجدها، فيذهب عنك من أخطأت حبه و أحببت المصنوع و نسيت الصانع فذهب عنك معرفتك قيمة هذا الجمال.
كرجل رآى آلة فأعجبته و لم يعجبه صانع الآلة و بديع صنعها و مزايا آدائها و نسى العقل المدبر الذي صمم و صنع، فحينما أمتلك هذا الرجل هذه الآلة ذهب عنه هذا الأنبهار بقوتها و آدائها، و لو كان صرف أنبهاره ببديع الصنع و متانة الصناعة و
اللذة و ضغوط الحياة و الوهم
لضغوط الحياة و عصابها اليومي كسرة في القلب لا يجبرها الا الله سبحانه، فلعله ابتلاك ليقربك إليه و كل ما هو دون القرب إليه يهون، فلذة القرب تتهاوى معها كل لذات الحياة.
فلا شيء يعظمها أو يكبرها.
و لعله أعطاك مرادك من شيء تشتهيه فلما حصلت عليه سقط في يدك و زهدت فيه مع أنك كنت ترغب فيه و تتلوى من آلم الشوق أليه فلما حصلت عليه ذهب عنك ما كنت ترجوه و تشتهيه و أذا ما كنت تشتهيه عند حضوره بين عينك و قلبك مجتمع عليه وهم و سراب، أعطاك أياه لكي تعلم أنه لا فرار منه و أن قلبك لا يمكن ملؤه الا بحب ربك و كل ما دونه وهم و سراب شهوة و جنوح نزوة و جموح عقل، فكل الشهوات حين حضورها سهوات لا تستفيق الا و هي أمامك مجرد خيال لذة الذي يتحدث عنه الناس و أنت لست واعي آين مكمن اللذة و الأنس و السعادة فيه، عندها أعلم أنه يخاطبك بأنه قد أستخلصك لنفسه، فأذا أنتبهت للمراد و الإشارة سعدت و كملت و تحصلت على سعادة الدارين و جنة في الأرض و جنة في السماء.
حين تسبح في البحر و في ملكوت الله أيضا!
عندما تقرأ لكاتب معين كثيرا تبدأ في معرفة أسلوبه و حتى أنك تستطيع أن تميز كتاباته من بين كتابات الكتاب الأخرين بدون حتى أن تعرف أسم الكتاب و لا المناسبة التى كتب فيها هذا الأدب سواء نثر أو شعر و كذلك حينما يصمم مهندس معماري مبنى فأن له بصمة لا تخطئها عيون الهواة و بالتأكيد لا تخطئها العين خبيرة المجربة المتمرسة بالهندسة و عمارتها.
و بالمثل نلحظ ذلك في تخصصات الهندسة الأخرى فلكل مهندس في مجال معين له بصمة خفية لا يمكن رؤيتها و لكن الأحساس بها، الخلاصة لكل صانع بصمة في صنعته و في كل مصنوع منطوق بلا كلام يشهد على صنعة الصانع.
فأمواج البحر التى تتهادى أحيانا و تعصف أحاين أخرى كموجة رياضية من حساب المثلثات تتشابه مع الموجة التى يتخذها الإلكترون مسار له كما أتخذ الماء الأجاج في البحر شكل الموج لكي يتهادى و يتحرك و يعصف ، ثم الضوة الذي يوصفه علماء الطبيعة على أنه طول موجي و يوصّف بحسب طول موجته و ترددها و كذلك الصوت الذي يتحرك في موجات أنضغاطية في وسيط، تنتقل من خلاله من مكان إلى أخر، ثم أن الغريب و العجيب أن بعض الحشرات تسير في شكل أقرب إلى شكل موجة من حساب المثلثات.
كل هذا لا يدل إلا على وحدة الصانع في المصنوعات المتعددة التى صنعها بيده، فهذه الموجة التى نراها في كل شيء في الخلق و العالم الطبيعي كأنها بصمة خفية و ظاهرة في نفس الوقت تصرخ بوحدة الصانع، فمع تعدد المخلوقات و عددها العديد نرى هذه البصمة تكاد تنطق بوحدة الخالق عز و جل سبحانه و تعالى و تثبت أن الله واحد أحد فرد صمد، قادر على كل شيء و أن في جمال خلقه بصمة أو شيفرة خفية لكل عالم و كل متأمل في خلقه.
أن هذه الشيفرة تنطق بعظمة الله الذي يقدر على كل شيء ، فقد وضع فيها الشاهد الذي يشهد على أنفسنا أنه هو الحق الواحد الأحد.
” وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”
هذا الوقت سيمضي!
أيا كان حزن أو سعادة.
ستتحول كل الأحداث السعيدة و الحزينة إلى ذكريات تحتفظ بها في نفس المكان من مخك.
في الحقيقة السعادة و الحزن وقعهما مماثل على النفس البشرية، ألا ترى الانسان يسعد بالشيء حتى يمله و تراه يحزن بالشيء حتى يتأقلم عليه، هناك بشر يموتون بأزمة قلبية من الحزن الشديد و آخرين يموتون بنفس الأزمة القلبية و لكن بسبب السعادة و الفرح الشديدان !
في الحقيقة البشر لا يبحثون عن السعادة و لا يهربون من الحزن بل هو شيء آخر … هو شيء آخر … هو أعلى و آجل.