معركة هاسيندا الساحل الشمالي

هاسيندا الساحل الشمالي

حينما غزا هتلر بولندا عرض الخمر و الفودكا في شوارع و أسواق بولندا بأسعار بخسة حتى يكون الخمر في متناول الجميع و يعم السكر أنحاء بولندا فيضمن الألمان أن لا تكون هناك مقاومة حقيقية من الشعب، و هذا منطقي فكيف لمخمور و سكران يقضي أكثر وقته في المواخير تعرض عليه كل النساء و الرجال في حالة من التهتك و التفسخ من أن يقاوم هذا المحتل الغاشم ذي القوة الغشوم الذي أخضغ فرنسا في معركة أقرب ما تكون إلى نزهة عسكرية !
و من بولندا إلى الصين حيث نفس التكتيك تم أستخدامه و لكن هذه مرة تم أستخدام الأفيون بدلا من الخمر ، فلكي يضمن الغازي الياباني أن تظل الصين قيد الأحتلال أطول مدة ممكنة ، أشاعوا بينهم الأفيون بأسعار بخسة و رخيصة ، و قد تم استنساخ هذا التكنيك من بريطانيا أم الخبائث .
و لكن على العكس من هذا يقوم القيصر الروسي في بداية الحرب العالمية الأولى بمنع شرب الخمر نهائيا في أول سنتين من الحرب حتى يضمن أن يركز الجنود في المعركة و الشعب في العمل من أجل المجهود الحربي ، و لكن حينما أتت الرياح بما لا تشتهي السفن و بدا واضح أن روسيا لا تحرز تقدما بل تنهزم ، تم رفع الحظر عن الخمر حتى يتلّهى الناس عن الكارثة التى تلوح في الافق و تتربص بروسيا و جيشها و شعبها ، فكانت الخمر آداة قوية لتغييب الشعب عن الوعي و آداة تخدير تصرف وقت فراغهم في لهو و تهتك و غياب عن الوعي و عن القرارات المصيرية التى يجب أن يتخذها و الأخطار التى يجب أن يواجهها !
أذن الخمر و المخدرات من أهم العناصر التى يستطيع بها الطاغية أن يتحكم في شعبه عن طريق أستهلاك أوقات فراغهم في السُكر و التهتك و

المجون و العربدة فلا يبقى لدى عموم الناس من أوقاتهم إلا ما يمكنهم أن يعملوا فيه مثل الآلة الصماء الحمقاء فلا يفكرون و لا يتأملون و تضعف ملكاتهم الفكرية ة التأملية ما يعني بالتعبية أنهيار كل ملكاتهم الروحية و تصبح نفوسهم مسجونة و عاجزة عن تغيير واقعها أو مقاومة ما يقوم به هذا الطاغية أو هذا المحتل الغاشم.
ما حدث في هاسيندا يجعلك تدرك المصير الذي ينتظر المصريين عندما تدرك أن هؤلاء أبناء و أصحاب أكبر الشركات و المسيطريين الفعليين على الأقتصاد المصري، فحينها يمكنك أن تتخيل كيف سيؤول حالهم و حال الفقراء من المصريين الذين يعملون لديهم.
فلك أن تتخيل كم الأنحطاط الموجود في الفيديو من سكر و عري و بذاءة و أنحطاط و تصرفات حيوانية كادت أن تقتل الناس هناك و هم خارجون من الماخور الأشهر في مصر الذي يرتاده الأثرياء .
مشاهد خروج الشباب يحتضنون قناني الخمر و معهم نساء و رجال في حالة عدم أتزان و فقدان الوعي ، و فتيات يترنحن من أثر السكر ، مناظر مخزية و مؤلمة للغاية و المفترض أن هؤلاء من يمتلكون المال و السلطة في مصر!
بالتأكيد هذا الأقتصاد سيظل مبني على الخدمات و الصناعات التافهة التى لن تقوي وضع مصري الصناعي ، و مع ذلك فهو لن يتطور أبدا بل سوف ينحطّ أيضا لأن القائمين عليه بهذا الشكل .
طبعا في كل بقعة من العالم العربي هناك هاسيندا و لكن تختلف المسميات و الأماكن.
قد يظن البعض أني أبالغ لكن فكرة أن يتم التحكم في الناس عن طريق الخمر و المخدرات و تغييب الوعي و تهييج الغرائز و أشاعة التهتك و المجون و الفاحشة ، هو ألف باء في ما يدرس في أقبية هامان ، فليست مبالغة ، و لك ان ترى بنفسك ، هل خرجت من بيئة تعمّ فيها هذه الأمور و تنتشر فيها، أي مظهر من مظاهر الأهتمام بالعلم و العمل المضني أو اي مظهر من مظاهر الفن أو الأدب ؟ مستحيل ، و للحديث بقية

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s