لا يوجد حل منطقي لما يحدث في مصر، مصر خرجت من التاريخ و تحتضر، و فأتركوها تموت في صمت بدون صخب، لن تجنوا شيء من المظاهرات أو الفوضى أو حتى إسقاط النظام، بل ما سوف تجنوه هو الإسراع بهلاك هذه البلد إما بالقتل و الهرج و المرج و الإعتقال، أو بالموت جوع و كبت و كمد، لقد سبق السيف العزل و ليس هناك أي أدوات ممكن إستخدامها في عملية الإصلاح، لا تملكون زراعة أو صناعة أو ثقافة، ثقافتكم القديمة ماتت في قلوبكم و حتى لغتكم الجميلة المقدسة تحتضر على أطراف آلسنتكم و أنظمتكم بناها مستر سايكس و مسيو بيكو، فهي ليست منكم و لستم منها!!!
الحق و الحق أقول لكم ألزموا مساجدكم و كنائسكم و إن حال بينكم و بينها تصاريف و عصف الواقع فألزموا بيوتكم و أصبروا و صلوا لله وحده فلن ينفعكم نظام أو تجارة أو منصب أو جاه أو سلطة.
هذه ليست دعوة سلبية أو هروب من الواقع بل هو الحل الوحيد، فليست الحكمة الأن بسبب مقتدى الحال أن نبحث عن ما هو صحيح و نبعد عن ما هو سيء بل أن نختار بين ما هو سيء و ما هو أسوء، فليس هناك شيء صحيح بالمرة على الأرض … كل الأرض، بل هو باطل يموج في أباطيل، و نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، أن نسرع عملية الهدم بالفوضى أو نصبر و نطيل أجل النظام و الدولة قبل أن تقع و السقوط قادم بدون ريب، فالأختيار هو بين السقوط السريع إلى الهاوية أو سقوط تدريجي بطيء نستطيع من خلاله على الأقل أن تنقذ ما يمكن إنقاذه.
ذوقوا فتنتكم بأيديكم التى زرعتها، و من أراد الخروج منها فالطريق مازال مفتوح و هو طريق أهل الكهف و ليس لكم غيره طريق، فلا الأحزاب أو المظاهرات ستنجيكم ، و لا الثورات ستعلوا بكم ، بل الشاهد من التاريخ أن كل ثورة تأتي بنظام ألعن و أسوء من أخوه و حاكم أشد بطشا و إجرام من من كان يسبقه، و الفقر يعم و يسود فلا تنخدعوا فتضلوا و تضلوا و يذهب عنكم البقية من ثقافتكم و تراثكم الذي مازال بعض منه حي فيكم.
اللهم أرحم كل من مات من شعبنا و أخواننا، اللهم أفرغ علينا صبرا أننا ضعفاء و مساكين، تتخطفنا السبل و الناس و الجلادين من حولنا، و ضاقت علينا الأرض فأصبحنا أسرح سجون و فيافي الجبر و السوط ، فها هي الأرض ممنوعة علينا و أصبحنا كلنا عبيد لنظام إبليس حاسري الرؤوس بعدما كنا عباد لك أحرار في نظام إدريس.