يوم عرفة و أول لقاء بين رجل و أمرأة

في مثل هذا اليوم منذ زمن بعيد عندما كانت الأرض عامرة بالكائنات الحية الغريبة و العجيبة التى لم يتبقى منها إلا الحفريات و الهياكل في متاحف العلوم و جميع أنواع الزروع الخضراء المختلفة ألوانها التى آل حال بعضها إلى أن أصبحت وقود يومي في عصرنا الحديث، أجتمع لأول مرة في تاريخ البشر أول رجل بأول أمرآة في أول لقاء رومانسي يجمع رجل بأمرآة بعد الخروج و الهبوط من جنة عدن، و هذا اللقاء فوق جبل في وادي في مركز الأرض حيث سيكون فيه أول بيت للناس ، سيسمي هذا الجبل فيما بعد من قبل أبناء هذا الرجل و هذه الأمرآة بجبل عرفات لأنه كان المكان الأول الذي عرف فيه أبوهم أدم زوجته و حبيبته حواء، و فيه تابا إلى الله و عرفا ربهما بالمعنى الباطني.
و أسم هذا الوادي الذي كان في مركز الأرض قبل أنفصال القارات بكة ، التى سيوضع فيها البيت الأول للناس، الكعبة الشريفة.
و فيما بعد سيتخذ البشر من هذه القصة مثال لتخليد قصص زواج أجدادهم الاوائل الذين قطنوا مناطق مختلفة من الأرض و عمروها، فقدسوا هذه القصص بأعتبارها قصص أسلافهم التى تحكي بداية قصتهم في هذه البقاع من الأرض !
إلا أنها كانت تشير من طرف خفي على غموض، إلى القصة الأولى قصة أدم و حواء أو لا

تشير أحيانا أخرى.
غير أن قصة أدم و زوجته و حبيبته حواء هي القصة الوحيدة التى تحكي قصة بداية البشر و من أين جاءوا و من خلق الكون و الارض و السماوات؟ ، و هذا ما تغفله أساطير الأسلاف العديدة، التى رواها كثير من البشر عن أجدادهم.
و تمجيدا لهذه اللحظة التاريخية المهيبة و المهمة في تاريخ البشرية تم أعتمادها و تقديمها للبشر في الدين الأول الذي هو أصل كل الأديان، الذي أمن به أبناء أدم و حواء و أستمر في موقع الحدث -جزيرة العرب- يتوارثه جيل بعد جيل، و مع التقادم الزمني نسي بعض الناس هذه الحقائق الدينية أو بمعنى أصح تشوهت حقائقها و منهم من هاجر من بكة المقدسة إلى ربوع أماكن أخرى قارات العالم فتشوهت القصة في مخيلتهم لبعدهم ان موقع الحدث و بؤرته الذي كان يذكرهم بها ، حتى بعث الله للعالم كله و في هذا الموقع المقدس ابراهيم الخليل ليحي هذه القصة و يعلمها و يقدمها للناس في صورة معارف دينية عن طريق الوحي الشريف حتى لا ينساها الناس و من بعده أرسل الرسل تترا وصولا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، الذي سوف يحيي هذا الدين الأول و يقول صراحة ليس معي دين جديد بل معي الدين الأول الذى أوحى به الله إلى أدم و جدده أبراهيم و يمجد الحدث التاريخي في لقاء أدم الأول بمحبوبته حواء بعد الهبوط على جبل عرفات و معرفتهما ربهما و توبته عليهم في صورة طقس من أهم الطقوس الدينية و هو الحج ، و فيه أيضا اعادة لتمثيل لصعود أدم و حواء على جبل عرفات و تمجيد لدور النبي أبراهيم و زوجته هاجر و كل أحداث قصتهما يتم إعادة تمثيلها في هذا المشهد العظيم .
الخلاصة الحج هو تمجيد للحظة الاولى التى ألتقى فيها أدم بحواء و هي أول قصة حب في تاريخ البشر و هي أول لحظة يعلن فيها بداية تاريخ و حياة البشر على الارض و بداية عمرانها و أنتشار الناس فيها و الزواج و زيادة النسل و تمجيد للحظة التى تاب في الله على أدم و حواء و معرفتهما ربهما، و تمجيد لدور الأنبياء و المعلمين الكبار الذين يمثلون أساس السلسة الروحية التى تمجد و تجدد الدين للبشر أبراهيم الخيل و قصته .
هذه بعض من حقائق الحج و ميزة هذا اليوم الشريف حيث مشهد عرفات المبارك و المقدس، و صلى الله علي سيدنا محمد خاتم الرسل و النبيين و المجددين لهذا الدين العظيم .
و بمناسبة هذا اليوم أقول لكم كل سنة و حضرتك بخير و عيد مبارك 😊

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s