حين تسبح في البحر و في ملكوت الله أيضا!

عندما تقرأ لكاتب معين كثيرا تبدأ في معرفة أسلوبه و حتى أنك تستطيع أن تميز كتاباته من بين كتابات الكتاب الأخرين بدون حتى أن تعرف أسم الكتاب و لا المناسبة التى كتب فيها هذا الأدب سواء نثر أو شعر و كذلك حينما يصمم مهندس معماري مبنى فأن له بصمة لا تخطئها عيون الهواة و بالتأكيد لا تخطئها العين خبيرة المجربة المتمرسة بالهندسة و عمارتها.
و بالمثل نلحظ ذلك في تخصصات الهندسة الأخرى فلكل مهندس في مجال معين له بصمة خفية لا يمكن رؤيتها و لكن الأحساس بها، الخلاصة لكل صانع بصمة في صنعته و في كل مصنوع منطوق بلا كلام يشهد على صنعة الصانع.
فأمواج البحر التى تتهادى أحيانا و تعصف أحاين أخرى كموجة رياضية من حساب المثلثات تتشابه مع الموجة التى يتخذها الإلكترون مسار له كما أتخذ الماء الأجاج في البحر شكل الموج لكي يتهادى و يتحرك و يعصف ، ثم الضوة الذي يوصفه علماء الطبيعة على أنه طول موجي و يوصّف بحسب طول موجته و ترددها و كذلك الصوت الذي يتحرك في موجات أنضغاطية في وسيط، تنتقل من خلاله من مكان إلى أخر، ثم أن الغريب و العجيب أن بعض الحشرات تسير في شكل أقرب إلى شكل موجة من حساب المثلثات.
كل هذا لا يدل إلا على وحدة الصانع في المصنوعات المتعددة التى صنعها بيده، فهذه الموجة التى نراها في كل شيء في الخلق و العالم الطبيعي كأنها بصمة خفية و ظاهرة في نفس الوقت تصرخ بوحدة الصانع، فمع تعدد المخلوقات و عددها العديد نرى هذه البصمة تكاد تنطق بوحدة الخالق عز و جل سبحانه و تعالى و تثبت أن الله واحد أحد فرد صمد، قادر على كل شيء و أن في جمال خلقه بصمة أو شيفرة خفية لكل عالم و كل متأمل في خلقه.
أن هذه الشيفرة تنطق بعظمة الله الذي يقدر على كل شيء ، فقد وضع فيها الشاهد الذي يشهد على أنفسنا أنه هو الحق الواحد الأحد.
” وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s