بين درعية محمد بن عبد الوهاب و درع آل روتشيلد قواسم مشتركة كثيرة غفل عنها كثيرين من الباحثين العرب و العجم المسلمين و غير المسلمين
فمن غزوات نابليون على الشرق و دعوته لقيام دولة يهودية في قلب بلاد المشرق العربي من فلسطين الى دلتا مصر, و محاولة زرع العلمانية في بلاد الاسلام بالقوة و القهر عن طريق عميل الماسونية الاكبر و مخلب القط العلوي الذي زرع في قلب العالم الاسلامي اقصد بالتاكيد محمد علي باشا و ضربه الازهر الشريف و ضرب جميع مقومات الشخصية المصرية التي كانت تتميز بالشهامة و المروءة و الرجولة و الكرم حتى ان مؤرخ زمانه الجبرتي لاحظ ذلك و نشره في مؤلفاته التي هاجم فيها المجرم محمد علي باشا
و تحركات جيوش محمد علي باشا لضرب الحركة الوهابية الاجرامية التي لا تقل ماسونية عن ماسونية محمد علي نفسه او عن ماسونية و صهيونية مشعلي الثورة الفرنسية
و ايضا محاولات محمد علي باشا المستغربة و المستهجنة اسلاميا من انقاذ نابليون بونابرت في منفاه و قد نشرت هذا الخبر الغريب جريدة الاهرام مما اثار شكوك و اسئلة كثيرة حول هذا الرجل الذي لعب درو رئيسي في تدمير مصر و من ثم تدمير دولة الخلافة العلية و اسقاط حكمها في اسلامبول “استنابول” بعد موته بما يزيد عن مائة عام
كل هذه الاحداث التى ذكرته لكم هي احداث مترابطة مع بعضها البعض , و تتابعت حلقات هذه الاحدات تترا حدوثا وراء بعض و يكأنها حبات عقد انفرط
ان ظهور ال روتشليد في اوربا (روتشيلد تعني الدرع الاحمر) و بدء بزوغ نجمهم هناك كان متوازي بشكل ملفت للنظر مع ظهرو الحركة الوهابية في نجد و ظهور دعوتها التي كان لها اثر مدمر على العالم العربي و الاسلامي كما كان للماسونية التي اسسها الروتشيلديون اثرها المدمر على العالم النصراني بعد ذلك
و لن ادخل في تفاصيل تاريخية حتى لا اخرج عن الموضوع الرئيسي و لكني ان شاء الله سوف اكتب عن هذا التاريخ المترابط و العلاقات المستترة بين الجانبين
لقد انشيء الماسوني الصهيونة ال روتشيلد في اوربا و شرعوا في تنفيذ مخططاتهم و لكن اكبر خطواتهم اهمية هي الثورة الفرنسية التي مولوها و خططوا لها و لم يكن للشعوب المسحوقة في الغرب المسيحي اي دور في هذه الثورة اللهم الا ان يكونوا وقودها فهم لم يدقوا طبولها او يشعلوا نارها و لكنهم استخدموا كوقود لهذه الثورة الهوجاء
على كل حال نفس الوقت كان اليهود العرب و الترك في بلادنا يحاولوا لعب نفس الدور في بلادنا و لكن عن طريق اخر و هو طريق اجادوه مثلما اجادوا لعبة الاقتصاد و هو طريق الدين , و قد نفذوا الحكمة القديمة التى تقول ان احسن طريقة لتدمير فكرة هو اعتناقها و تخريبها من الداخل و لن اطيل عليكم في سرد هذه القصة و لكن احيلكم الى كتاب “الدولة السعودية” للمؤلف ناصر السعيد الذي فضح اصل ال سعود اليهودي و علاقتهم النجسة بمحمد بن عبد الوهاب فهو يشرح باسلوب ماتع هذا التاريخ المبهم من تاريخ الحركة الوهابية السعودية
و فترة نشاءة الوهابية التى ستكون الممهد الاساسي للوجود اليهودي في المنطقة يقوم الماسونيين الصهيونيين اتباع اليهود في فرنسا بتوجيه نابليون لضرب قلب العالم النصراني في روما و من ثم نشر الافكار العلمانية الالحادية في اوربا و من ثم يتم لهم نهائيا التخلص من الكنيسة الكثوليكية الى كانت تعادي اليهود و نشر العلمانية المتحررة من كل خلق و كل فضيلة و نشر الالحاد و من ثم يكون من السهل عليهم السيطرة على الغرب و لكنهم كانوا يريدون السيطرة على الشرق ايضا فكان لابد من غزو قلب الشرق و قلب الاسلام النابض و هو مصر و تدمير حصن المسلمين الحصين الازهر الشريف او على الاقل انهاك قوى الشعب المصري في حروب متتالية لكى تدمر اقتصاده و تعرضه لمحن اقتصاديه كبرى تنهك الشعب يمكن من خلالها السيطرة عليه عن طريق ديكتاتورية علمانية شرسة متمثلة في حكم المجرم العلوي (شيعي) محمد علي باشا
و تبداء القصة بهجوم مفاجيء من فرنسا بقيادة نابليون على مصر التى لم يكن بها جيش عثماني لعدم حاجة العثمانيين لاي وجود عسكري في مصر نظرا لولاء الشعب المصري و الازهر الشريف للخلافة العلية في استانبول
و كان يكفي العثمانيين وجود المماليك كضابط للنظام في مصر الذي لا يحتاج لاسلحة العثمانيين الثقيلة التى كانت منتشرة في شرق اوربا العثمانية و كان يكفي السيطرة على مصر اسلحة المماليك البدائية التي لا تتعدي السيف نظرا كما قلنا لعدم وجود اي دافع للانفصال او اي نوع من الكره او الغضب من الوجود العثماني في مصر
و لذلك يجد لجيش الفرنسي الطريق مفتوح امامه ثم يبداء جيش المماليك بالتحرك و لكن قائده للاسف يهرب قبل ان تبداء المعركة و يتفرق جيش المماليك و يدخل الفرنسيين القاهرة
لتبداء المعركة الحقيقة بقيادة علماء الازهر الشريف و تبداء ثورات رهيبة يقوم بها المصريين في القاهرة ضد الوجود الفرنسي و لكن تطعن في الظهر من النصارى الاقباط و رمزها الاشهر المعلم يعقوب و ايضا من المماليك و رمزها امين بك الذي كان له دور اساسي في تدعيم الحملة وانجادها في وقت استطاع المصريين ان يحاصروا و يضيقوا الخناق على الفرنسيين حتى انهم كادوا ان يهلكوا و اصبح الغازي محاصر و يمكن ان نقول اصبح الصياد طريدة و تبادل المصريون و الفرنسيون الادوار و لكن نجد للاسف في اللحظات الحاسمة التى يكون فيها الفرنسيين على وشك الهزيمة و الاستسلام و نجدهم فقدوا جميع مؤنهم و طعامهم و زادهم و و قد نفذ بارودهم نجد امين بك المجرم يمد الفرنسيين بالبارود و الطعام و المؤن و كذلك نجد الاقباط يلعبون دور المرشد للفرنسيين عن كل شيء في مصر رغم انهم كانوا يعيشون عيشة طيبة في مصر لا يعيشها الفرنسيون الاتين من فرنسا
على كل رغم الخيانات و القتل و التشريد و التدمير يقوم المصريون بثوراتهم المرة تلو الاخرى و لا ينخدعوا بحيل نابليون الساذجة , و رغم محاولة نابليون اليائسة تدمير الازهر و السيطرة عليه عندما فاض به الكيل و طفح و لكن ظل المصريون بقيادة الازهر الشريف صامدون امام نابليون الماسوني المجرم و نلاحظ ان حي بولاق العتيق كان لو دور مهم في الثورات التى قامت ضد الفرنسيين بل نلاحظ شيء غريب جدا في ما كتب الجبرتي من ان المصريون كانو يصبون المدافع و يصنعوها في حي بولاق الصناعي الحرفي في قلب القاهرة و يصنعون البارود في معامل هذا الحي هذا يدل على اننا لم نصحوا على مدافع نابليون كما يقول سفهاء العلمانيين و كتاب التاريخ المزور في بلادنا بل كان في مصر حضارة و مدنية لم تكن حازت عليها فرنسا بعد بل ان غالبية جنود الحملة كانت امية لا تقراء و لا تكتب و غالبية الشعب المصري المصري كانت تقراء و تكتب نظرا لوجود الكتاتيب و المدارس الدينية في جميع ارجاء مصر المحروسة و جميع ارجاء الامبراطورية العثمانية
و اما ما يقال عن علماء الحملة و ما كتبوه فهو كان بمثابة كتاب مفتوح عرى مصر امام العالم و شرح للقوى الاستعمارية نقاط ضعف و قوة مصر و وضح كل صغيرة و كبيرة بها و يمكن القول ان هذا الكتب كان بمثابة اكبر كتاب تجسس كتب عن مصر بل و نشر على الملىء و لذلك نرى ان الانجليز بعد اندحار الفرنسيين يستفيدوا ايما استفادة من كتاب وصف مصر في محاولتهم الفاشلة لغزو مصر على الرغم من المعرفة الكاملة بكل تفاصيل الحياة اليومية و انماط التفكير و السلوك اليومي للمصريين و هذا طبعا لوجود الازهر كقوة ضابطة جامعة للمصريين بتث فيهم روح الجهاد التضحية من اجل الاسلام و المسلمين و للدفاع عن مصر المحروسة مصر المقدسة
و نرجع الى حملة نابليون و ثورات مصر ضدها , نلاحظ ايضا انه لم يكن كل المماليك خونة بل كان منهم الشرفاء المجاهدين و نلاحظ ايضا الدور الايجابي الذي لعبته المخابرات العثمانية في تنظيم صفوف الثورات ضد الفرنسيين و يذكر الجبرتي ان المصريين عندما كانوا يروا الضباط العثمانيين المنبثين بين صفوف الثوار المصريين كانوا يتحمسون بشكل رهيب و يزداد لديهم القوة الدافعة للثورة و الجهاد
و طبعا لم يفق العثمانيين صامتين لا يحركون ساكنا بل تحرك جيش من استنابول الى مصر و يدخل فعلا الاراضي المصرية و لكن نابليون يتحرك بجيشه بسرعة و يباغت الجيش العثماني فيتفرق فمنهم من انخرط في صفوف المقاومة الشعبية احساسا منهم بالاخوة الاسلامية و حبا و شوقا للجهاد في سبيل الله و للدفاع عن ارض مصر انطلاقا من عقيدتهم الاسلامية التى تدفعهم لذلك و منهم من ذهب الى فلسطين ليستجمع قواه و انتظارا للمدد لاعادة الكره و الهجوم على جيش نابليون
طبعا نابليون لم يحتمل اكثر من ذلك و اراد ان يحقق اي مكاسب لأسياده الصهاينة الذين مولوا حملته و على الرغم من خسارته الواضحة في مصر و حصار جيشه من قبل الشعب المصري و وجود الاسطول الانجليزي في شواطيء الاسكندرية و التهديد العثماني المستمر الاتي من شرق مصر , فأراد ان يغزو فلسطين ليحفظ ماء وجهه امام اليهود و من هناك اعلن اعلان دعائي سياسي لجذب تعاطف اليهود و قال انه ان الاوان للشعب اليهودي ان يتجمع في فلسطين على الرغم من عدم تحقيقه اي مكاسب مادية على ارض الواقع و عدم اسقاطه اي مدينة بعد و عندما بدء يصتدم بالحاميات العثمانية في فلسطين التى وعت الدرس جيدا و تحصنت و استعدت و لم تنتظر نابليون حتى يباغتها بل اصبحت متيقظة و متأهبة لاي تحرك له لانها لاحظت ان قوة نابليون في اسلوب المباغته الذي يتبعه و في حصن عكا بداءت كل احلامه تسقط و يقوم الجيش العثماني و من وراءه شعب الشام كله بالتصدي للهجمة النابليونية الهمجية الماسونية
و هنا بدء العلاقة نابليون تسوء بينه و بين اليهود و تبداء قصة النهاية بالنسبة له و يتامر اليهود ضده بعد ان كانوا معه و بعد صنعوه دمروه و لن ادخل في تفاصيل النهاية التى سطرت في معركة وترلوو